يسعى الأردن إلى تعزيز المساءلة والشفافية وإيجاد مجتمع مدنيّ فاعل، فقد أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني في عام 2011 عملية إصلاح سياسي أكّدت على أهمية زيادة مشاركة المواطنين في صنع القرار والمزيد من الشفافية والحوكمة والمساءلة على جميع المستويات الحكومية. وقد أحرز الأردن تقدّماً كبيراً في هذا المجال، إلا انه لا تزال هنالك تحديات تعيق هذا التقدم؛ حيث تراجعت ثقة المواطنين بالأداء الحكومي بالتوازي مع ازدياد معدلات الفقر وارتفاع تكاليف المعيشة، وبقيت مشاركة المواطنين في صنع القرار محدودة، لا سيما بين الفئات المهمّشة من السكان مثل النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، هذا إلى جانب ضعف المجتمع المدني، فبات العديد من المواطنين يرون أنّ الحكومة لا تلبي احتياجاتهم بشكل كافٍ.
ومن هنا، تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع الحكومة الأردنية للنهوض برؤية جلالة الملك نحو مستقبل أكثر استقراراً وأماناً ومبنيّ على أسس ديمقراطية، ويتم ذلك من خلال دعم الشراكة فيما بين مؤسّسات الدولة والمواطنين وتعزيز دور المجتمع المدني وتقوية الحكم المحلي لتقديم الخدمات التي تساعد في ازدهار المجتمعات.
محاور التركيز
حوكمة فعالة ومؤثرة
تدعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الحكومة الأردنية في سعيها لتحقيق المرونة المؤسسية، وتقدم لها الدعم في إعداد الخطط والسياسات التي تزيد من كفاءة الخدمات العامة، وتتدعم استقلال القضاء، كما تهدف مشاريع الوكالة إلى تشجيع مشاركة المواطنين وتعزيز دورهم في اتخاذ القرارات على مستوى البلديات، وبالنتيجة إلى تعزيز ثقة المواطن بالحكومة.
مشاركة مدنية فعالة
تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع الحكومة الأردنية والمجتمع المدني لتعزيز المشاركة السياسية والمدنية وذلك لتمكين المؤسسات الحكومية من الاستجابة بفعالية لاحتياجات جميع الأردنيين ويتمكن المجتمع المدني من تمثيل ّ الشعب والمدافعة عن احتياجاته. كذلك تشجع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الشباب والشابات في الأردن ليكونوا أكثر انخراط¡ في صنع القرار وتحديد أولوياتهم من خلال برامج المشاركة المدنية في المدارس والجامعات في جميع أنحاء المملكة.
حماية حقوق الإنسان
>تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالشراكة مع الحكومة الأردنية والمجتمع المدني لتعزيز السياسات والإصلاحات التي تسعى إلى حماية حقوق الإنسان ومصالح جميع المواطنين، مع التركيز على الفئات المهمّشة، وتهدف أيضاً إلى توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الأساسية. وبالإضافة لما سبق، تقوم الوكالة بتزويد الفئات الضعيفة بالمهارات والموارد اللازمة للمطالبة بحقوقهم والمشاركة بفاعلية في تنمية بلدهم.
الإنجازات الجديرة بالذكر
- بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قامت الحكومة الأردنية بإطلاق أكثر من 40 خدمة إلكترونية في عدة وزارات لتحسين شفافية القطاع العام وكفاءته وتوسيع الوصول إلى الخدمات الحكومية. كذلك قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بإنشاء نظام المحاكمات عن بُعد للتقاضي عبر الإنترنت من أجل إتاحة الاستمرار في تحقيق العدالة خلال جائحة كوفيد-19.
- ساعدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في استضافة مناظرات لمرشحين انتخابيين في الانتخابات النيابية عام 2020، حيث وصلت برامج المرشحين إلى أكثر من مليوني شخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك ساهمت اللقاءات البلدية المفتوحة الافتراضية في تشجيع المسؤولين المحليين على التفاعل المباشر مع المواطنين، مما أدى إلى زيادة الشفافية في تقديم الخدمات البلدية إلى جانب الاستفادة من الآراء والمقترحات الواردة من أكثر من 12,000 مواطن في عملية صنع القرار.
- بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قامت الهيئة المستقلّة للانتخاب بإدارة عملية الانتخابات البرلمانية لعام 2020 بشفافية، حيث وفرت أكثر من 12,000 شاب وشابة كمتطوعين بالإضافة إلى المراقبين للانتخابات، كما طبّقت الهيئة بمساعدة الوكالة التدابير الصحية المتعلقة بـ "كوفيد-19" للحفاظ على سلامة الناخبين، إضافة إلى الترتيبات اللازمة لضمان المساواة في الوصول إلى مراكز الاقتراع للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع البلديات، بما في ذلك 12 مركز اقتراع ريادياً يسهل الوصول إليها.
- في عام 2020، وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أنشأت وزارة العدل المركز الشامل للخدمات الحكومية في عمّان والذي دمج 18 مؤسسة عامة في موقع واحد، كما تمّ افتتاح مركز آخر للخدمات الحكومية في الزرقاء عام 2021، حيث تعمل هذه المراكز على تحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين وتسريع معالجة القضايا القانونية.
- تقدم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المساعدة للبلديات في الاستجابة لاحتياجات المواطنين من خلال تأسيس 24 فريق تنمية محلية وتصميم خطط التنمية المحلية المخصّصة لكل من المجتمعات في 73 بلدية و10 محافظات، وذلك لدعم تقديم الخدمات الأساسية والاحتياجات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والمساهمة في خلق فرص للاستثمار والتنمية الاقتصادية.
- منذ عام 2012، شارك أكثر من 90 ألف طالب وطالبة على مستوى المدارس الابتدائية والجامعات في تدريب حول التربية المدنية بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حيث تفاعلوا بشكل مباشر مع المسؤولين المنتخبين وطوروا مهارات اتخاذ القرار والمدافعة.