لغة

يعدّ شعب الأردن أعظم ثروة للبلاد، لذا فإنّ من الأولويات الرئيسية للحكومة الأردنية تعظيم إمكانات أبناء الشعب لكي يساهموا في استقرار الأردن ونموّه الاقتصادي. وفي هذا السياق، يُعد تقديم التعليم ذي الجودة أمراً أساسياً لضمان تمتع شريحة الشباب الكبيرة بالمهارات اللازمة للقيام بدور إيجابي في مستقبل المملكة. وقد حقّق الأردن تقدماً كبيراً في زيادة فرص الحصول على التعليم، مع الوصول إلى الشمولية تقريباً في نسبة الالتحاق بالمرحلة الابتدائية وتكافؤ الجنسين في المدارس الأردنية. لكن وعلى الرغم من اتساع نطاق إمكانية الوصول إلى التعليم، لا تزال هنالك تحدّيات، حيث تعاني المدارس من الاكتظاظ ومن حاجتها بدرجات متفاوتة للصيانة، ولا يتلقى المعلمون إلا قدراً محدوداً من التدريب والدعم، كما أنّ مخرجات التعليم لا تزال متدنّية، علماً بأنّ حوالي 34% فقط من الطلبة الذين يصلون إلى الصف الثالث يمكنهم القراءة بما يتناسب مع صفّهم. كذلك أدى تزايد تعداد الأردنيين وتدفق اللاجئين إلى الضغط على نظام التعليم الحكومي في الأردن، بينما يفتقر الأطفال والشباب الذين ينقطعون عن التعليم النظامي إلى فرص العودة إلى المسار الصحيح. وقد تسبّبت جائحة كوفيد-19 في ضغوط إضافية على وزارة التربية والتعليم لتوفير التعليم في ظلّ إغلاق المدارس. 

في عام 2018، أطلقت وزارة التربية والتعليم خطتها الاستراتيجية الخمسية للتعليم لضمان تمكين جميع الأطفال والشباب من اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في اقتصاد المعرفة في القرن الحادي والعشرين. ومن هنا، تدعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جهود الحكومة الأردنية نحو التوسّع في إمكانية وصول الأطفال والشباب إلى التعليم الجيد، وتحسين عملية توظيف وتدريب المعلمين المتميزين، وتطوير عمليات تخطيط وإدارة قطاع التعليم بشكل مستدام ومكتفٍ ذاتياً.

محاور التركيز

بنية تحتية تعليمية قوية

يفتقر الأردن إلى البنية التحتية التعليمية المجهزة بشكل ملائم بما يكفي لتلبية احتياجات حوالي 1.4 مليون طالب وطالبة في المدارس الحكومية في المملكة. لذا تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالشراكة مع وزارتي التربية والتعليم والأشغال العامة والإسكان لبناء وتوسيع وإعادة تأهيل المدارس في المناطق غير المخدومة على النحو الكافي في جميع أنحاء المملكة، وذلك من أجل الحدّ من الاكتظاظ وضمان أن يحظى المعلمون والطلبة، بمن فيهم ذوي الإعاقة، بأماكن آمنة ومجهّزة بالكامل لتيسير التعلّم.المنقطعين عن الدراسة بفرصة إكمال تعليمهم والسعي وراء التوظيف.

الاستجابة لجائحة كوفيد-19

عندما تسببت جائحة كوفيد-19 في إغلاق المدارس في جميع أنحاء المملكة، قدّمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الدعم لوزارة التربية والتعليم لشراء معدات لإنتاج محتوى رقمي للتعلم عن بُعد، وإنشاء دروس مصوّرة، وتوفير كتيّبات عمل للطلبة الذين لا يملكون وسائل التكنولوجيا الرقمية، وتدريب المعلمين وأولياء الأمور لمساعدة الأطفال من مرحلة الروضة وحتى الصف الثالث على التعلم من خلال الدروس عبر التلفزيون والمنصات الرقمية.

بيئات تعلّمية داعمة

تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع وزارة التربية والتعليم من أجل تدعيم بيئات التعلّم الإيجابية، وذلك من خلال تعزيز الأداء في القراءة والحساب باللغة العربية في الصفوف المبكّرة، وتدريب المعلمات والمعلمين لضمان بيئة مدرسية آمنة وداعمة، وإعداد المعلمين الجدد لدخول الغرف الصفية، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة أولياء الأمور والمجتمع المحلي في منظومة المدارس الحكومية من أجل إيجاد شعور بالمساءلة والمسؤولية المجتمعية. كذلك تدعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مراكز التعليم غير النظامي في جميع أنحاء المملكة لتزويد الطلبة المنقطعين عن الدراسة بفرصة إكمال تعليمهم والسعي وراء التوظيف.

الإنجازات الجديرة بالذكر

  • منذ عام 2007 وحتى كانون الثاني 2020، عملت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على توسيع إمكانية الوصول العادل إلى التعليم من خلال بناء وإعادة تأهيل وتوسعة أكثر من 370 مدرسة. وتساهم هذه الأعمال، التي يتم تنفيذها بالتزامن مع تدريب المعلمين والمعلمات، في الحدّ من الاكتظاظ في الصفوف الدراسية وتحسين إمكانية الوصول بالنسبة للطلبة ذوي الإعاقة وتوفير بيئات صفّية آمنة ملائمة لتعلّم الطلبة في جميع أنحاء الأردن

  •  بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تقوم وزارة التربية والتعليم اليوم بتدريب معلمي الصفوف المبكرة لتحسين مهارات الحساب والقراءة في صفوفهم، وهو أمر أساسي لاستمرار النجاح الأكاديمي للطلبة. وقد كشف تقييم وطني للصفوف المبكرة لعام 2019 أجرته الوزارة عن زيادة بنسبة 10 في المائة في فهم الرياضيات وفقاً لمستوى الصف وزيادة بنسبة 5 في المائة في فهم نصوص القراءة لدى طلبة الصفين الثاني والثالث على مدى السنوات الخمس الماضية.

  •  منذ عام 2015، تخرج حوالي 700 شاب وشابة من 43 مركزاً من مراكز التعليم غير النظامي التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهو ما يمكّنهم من إعادة التسجيل في المدارس النظامية ومواصلة تعليمهم الثانوي أو إطلاق مشاريعهم الخاصة أو السعي وراء التوظيف.

  •  استجابة لجائحة كوفيد-19، أطلقت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سلسلة من ورش العمل لـ 12,000 معلم ومعلمة في الصفوف المبكرة مع بداية العام الدراسي 2020/2021 لتعزيز قدرتهم على تقديم التعلم عن بُعد لطلبتهم، وقامت بتدريب ما يقارب 9,000 معلم ومعلمة في 52 موقعاً في جميع أنحاء المملكة حول كيفية تقديم برنامج استدراكي للقراءة والحساب لطلبة الروضة حتى الصف الثالث.

  • قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتطوير وتوزيع كتيّبات عمل دراسية على 3,600 طالب وطالبة ممّن التحقوا بالصف الأول دون الالتحاق برياض الأطفال، كما قدّمت الدعم لأولياء الأمور عن بُعد في إعداد الطلبة للعام الدراسي الجديد.