قصة حفصة:
كيف تتصدر تلميذة مغربية في المرحلة الإعدادية مهمة العمل المناخي
حفصة تلميذة في المستوى الثاني بالثانوية الإعدادية محمد الخامس في مراكش، المغرب. على عكس العديد من زميلاتها وزملائها في نفس العمر، فهي لا تقضي وقت فراغها في اللعب فقط، بل في السعي لإنقاذ كوكب الأرض .
انضمت حفصة، في أبريل 2024، إلى النادي البيئي في مدرستها بدعم من برنامج "جسر إلى سلك التعليم الإعدادي" التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمغرب. ومن خلال اجتماعات النادي، تعرفت حفصة و480 من زميلاتها وزملائها على القضايا المناخية المختلفة واكتشفوا كيف يمكنهم أن يصبحوا عوامل تغيير داخل مجتمعهم.
بين أبريل ويونيو 2024، شاركت حفصة في حملة مدعومة من برنامج "جسر" تهدف إلى رفع مستوى الوعي بشأن ندرة المياه، وهي قضية ملحّة بشكل خاص في المغرب. وقد اكتشفت حفصة وزملاؤها أن تغيرات المناخ – مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المتزايد – تعرض المغرب لخطر كبير من نقص المياه، مما يؤثر على سبل عيش الناس وصحتهم ورفاهيتم.
تقول حفصة: "عندما أدركت أزمة المياه، فهمت حجم التأثير الإيجابي الذي يمكننا تحقيقه إذا اتخذنا خطوات فعلية". وأضافت: "لقد قدّم أحد زملائي عرضًا أثر فيّ بعمق، حيث تحدث عن قريته التي يضطر فيها الناس للسير أميالاً للحصول على المياه، بينما في المدن نقوم بتشغيل الصنبور دون أن نعي مقدار الإسراف في استهلاك المياه".
إلى جانب تعلمها تقنيات الحفاظ على المياه والممارسات المستدامة، اكتسبت حفصة مهارات التوعية والتأثير في مجتمعها للتحفيز على ترشيد استهلاك المياه. فقد شاركت في المناقشات، وأجرت أبحاثًا حول القضايا المائية المحلية، وساهمت في نشر الوعي بين التلاميذ والتلميذات وكذلك الأستاذات والأساتذة.
وبفضل شغفها بحماية كوكبنا، لعبت دورًا محوريًا في تنظيم حملات التوعية وصياغة الملصقات والنشرات التي تروّج للحفاظ على المياه وتحثّ على السلوكيات الصديقة للبيئة. وقد اختتمت حملتها بخطاب مؤثر ألقتْه في اجتماع مدرسي، حيث دعت فيه إلى تبني ممارسات توفير المياه، تاركةً أثرًا دائمًا في نفوس كل من استمع إليها."
Primary Textقالت حفصة: "من خلال مشاركتي في هذه الحملة، اكتسبت الشجاعة للتحدث علنًا واتخاذ خطوات عملية - ليس فقط في المدرسة، بل أيضًا في المنزل وداخل مجتمعي." وأضافت: "أطمح الآن إلى متابعة مهنة في العلوم البيئية للمساهمة في حماية كوكبنا وزيادة الوعي بالمخاطر التي يواجهها."
خلال الحملة، حصلت جهود حفصة على دعم متواصل من مبادرات "جسر" لتعزيز القدرات. وبالتعاون مع الشريك المحلي، الجمعية المغربية لأساتذة علوم الحياة والأرض (AESVT)، قدم البرنامج إرشادات مستمرة لميسّري النادي البيئي، شملت اجتماعات عبر الإنترنت لتبادل أفضل الممارسات وزيارات ميدانية لمتابعة التقدم. وقد ساهم هذا الدعم في ضمان تأثير واستدامة أنشطة الحملة، مما أتاح للتلميذات والتلاميذ مثل حفصة فرصة تحمل المسؤولية تجاه مستقبلهم البيئي.
جمعت حملة "جسر" من أجل التغيير والتخفيف من ندرة المياه مجتمع مدرستنا بأكمله حول أفكار ملهمة. شارك التلميذات والتلاميذ بحماس، وابتكروا رسومات وكتابات ومقاطع فيديو وعروض تقديمية مؤثرة، تركز جميعها على أهمية الحفاظ على المياه، كما أشارت حبيبة بلجبار، أستاذة علوم الحياة والأرض ومنسقة النادي البيئي الذي تنتمي إليه حفصة. وأضافت: " انتشر الفرح والحماس بين الجميع طوال فترة الحملة، وأصبح المتعلمون والمتعلمات أكثر حماسة من أي وقت مضى للمشاركة في الأنشطة المستقبلية."
إدراكًا منها لأهمية التعليم وإشراك الشباب في مواجهة التحديات المناخية، تعاونت مبادرة "جسر" مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لتنظيم حملات توعية ودعم النوادي البيئية في خمس ثانويات إعدادية تجريبية بجهة مراكش-آسفي، مستهدفة أكثر من 2000 تلميذة وتلميذا في المستوى الإعدادي. تُعد قصة حفصة مثالاً حيًا على كيفية تصدي الشباب للتحديات المناخية، مثل ندرة المياه. إن رحلتها من تلميذة مهتمة إلى رائدة في مجتمعها تُبرز قوة الأصوات الشابة في قيادة التغيير. فحفصة وزملاؤها لا يتعلمون فقط عن تغير المناخ، بل يسهمون بفاعلية في تشكيل مستقبل مستدام للمغرب.
قصة نجاح - بقلم مونية العسري، برنامج جسر إلى سلك التعليم الإعدادي - المغرب، منظمة FHI 360
الصورة: كاتي بيرسيجي/الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وسماح دحو/ FHI 360