العمل الذي نقوم به
على مدار أكثر من أربعة عقود، استثمر الشعب الأمريكي- من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية- في القدرات البشرية للمصريين. وحالياً، تتضافر برامجنا في مجالات النمو الاقتصادي والتعليم والصحة والحوكمة من أجل تحسين حياة المصريين وبناء اقتصاد أكثر شمولاً وقدرةً على المنافسة عالميا.
النمو الاقتصادي
يزخر القطاع الخاص في مصر بإمكانات هائلة غير مستَغَلة كفيلة بتحفيز النمو الاقتصادي، في ظل انخفاض نسبة النساء المشاركات في الاقتصاد الرسمي مِمَّن في سن العمل عن 20% مقابل 75% من الرجال. لذا تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على إيجاد وظائف جديدة، وتشجيع ريادة الأعمال، وتحسين مهارات القوة العاملة، وتعزيز التجارة. فخلال العام الماضي فقط، دعمنا أكثر من 550 مشروعا صغيرا ومتوسطا، وساعدنا أعمالا تجارية صغيرة -من بينها أعمال زراعية- في تحقيق عوائد تصدير إضافية بلغت 29 مليون دولار تقريبا. كما طوّرنا مهارات أكثر من 87,000 طالب لتمكينهم من الالتحاق بسوق العمل، وساعدنا في زيادة معدلات التوظيف، واستثمرنا في فرص جديدة للنساء. أما بالنسبة للزراعة، فيتجاوز نصيبها من الناتج المحلي الإجمالي لمصر 11%، وتوفر ثلث إجمالي الوظائف، ويغلب عليها نمط المزارع الصغيرة. ولتعظيم الاستفادة من تلك الإمكانات، دعمنا نحو 47,000 مزارع وخبير زراعي خلال العام الماضي، منهم 13,000 مزارعة وخبيرة. وبخصوص السياحة، فإنها تعد ثالث أكبر مصدر للعملة الأجنبية في مصر بعد الصادرات والتحويلات المالية من الخارج. ولقد استهدفت استثمارات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مجال السياحة ضمان استفادة المجتمعات المحلية من السياحة عن طريق التكسب منها، وجني ثمار جهود الوكالة في حماية التراث الثقافي والحفاظ على بيئة ساحل البحر الأحمر. كذلك استكملنا استثماراتنا السابقة في قطاع المياه بتوسيع نطاق إتاحة المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي لنحو 200,000 شخص في المجتمعات التي تعاني من نقص الخدمات.
التعليم
تنفرد مصر بأكبر نظام مدرسي في الشرق الأوسط يتميز بالمساواة بين الجنسين، وشمول جميع الأطفال تقريبا بالمدارس الابتدائية، ووجود جامعات قوية ونشطة. ونتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني للمضي قُدُما في تنفيذ العديد من الإصلاحات، وتحسين نتائج التعلّم من خلال تدريب المعلمين عبر الإنترنت، وتحديث المعايير المهنية للمعلمين، والترخيص، والاعتماد، وتحديد الأجر بناء على الجدارة لمعلمي مصر البالغ عددهم مليوناً ومائتي ألف. وقد تعاونّا مؤخرا لإنشاء 20 مدرسة ثانوية لتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (ستيم) تخدم طلاب مصر الأكثر موهبة وتفوقا. كذلك ندعم المدارس المجتمعية للمتسربين من التعليم، إلى جانب دعم أمهاتهم من خلال توفير فصول لمحو الأمية. وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، نعمل على دفع استراتيجية مصر الوطنية للتعليم العالي 2030 نحو تحقيق هدف تحديث القطاع، فضلا عن تزويد طلاب الجامعات بالمهارات المطلوبة في سوق العمل مع تشجيع البحوث التطبيقية لمعالجة تحديات السوق والتنمية. كما نتعاون مع الجامعات المصرية الحكومية لتحديث مناهج الشهادات وتنفيذ أكبر برنامج للمنح الدراسية في العالم تحت رعاية الحكومة الأمريكية. كما نعمل على ربط الطلاب بالشركات من خلال 37 مركزا جامعيا للتطوير المهني، إضافةً إلى تمكين الطلاب ذوي الإعاقة عبر إنشاء مراكز لخدمة ذوي الإعاقة في 20 جامعة حكومية.
الصحة
تتعاون الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع وزارة الصحة والسكان لتوسيع نطاق خدمات تنظيم الأسرة الطوعي والصحة الإنجابية وتعزيزها، وبناء القدرات للوقاية من المخاطر العالمية التي تهدد الصحة العامة وتتبعها والتصدي لها. ونظرا لانخفاض متوسط السن بين أكثر من نصف الشعب المصري إلى ما دون الخامسة والعشرين، فإننا ندعم وزارة الصحة والسكان في تقديم خدمات تنظيم الأسرة الطوعي من خلال المنصات الشبابية والقطاع الخاص والعاملين في مجال صحة المجتمع ومقدمي الرعاية الصحية. وبالتعاون مع وزارة الصحة والسكان خلال العام الماضي، ساعدنا أكثر من 300 ممرضة في تقديم خدمات تنظيم الأسرة لما يزيد عن 375,000 سيدة في 257 وحدة للرعاية الصحية الأولية بالمناطق الريفية. ودربت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أكثر من 6,000 طبيب وصيدلي من القطاع الخاص في مجال تنظيم الأسرة. ومن خلال الاستعانة بألف فرد من العاملين في صحة المجتمع، عززنا الممارسات الصحية لتنظيم الأسرة مع التركيز على ديناميكيات النوع الاجتماعي. وقد وصلت حملات تنظيم الأسرة، والتي صيغت بالتعاون الوثيق مع الحكومة المصرية، إلى أكثر من 70 مليون شخص في العام الماضي.
وتعزز الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الروابط التي يقرها نهج "صحة واحدة" بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، ومؤخرا دعمت الوكالة الأمريكية المنظومة المصرية لسلسلة تبريد اللقاحات بتقديم 1700 ثلاجة لحفظ اللقاحات، وأربع غرف تبريد، ونحو 20 مليون محقنة، و2500 صندوق أمان للنفايات الطبية. وبفضل البرامج التي موّلتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هذا العام في 250 منشأة عامة وجامعية وخاصة، تمكّن 7500 من العاملين في الرعاية الصحية من تعزيز قدراتهم على تقديم الرعاية السريرية وتحسين الوقاية من العدوى ومكافحتها.
الحوكمة
تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على تقوية نُظُم الحوكمة، وإبرام شراكات لمواجهة الفساد، والحد من العنف ضد النساء والفتيات، وزيادة المشاركة الاقتصادية والتمكين الاجتماعي للنساء والمجتمعات المهمشة. ولقد دعمت الوكالة 150 بطلاً من أبطال التغيير لقيادة عمليات الحوار بين طوائف المجتمع بهدف النهوض بحقوق الأقليات الدينية والعرقية ومواجهة عدم المساواة بين الجنسين. كما دعمنا استحداث وحدات للمراجعة الداخلية والحوكمة لتعزيز الشفافية والمساءلة والنزاهة في 134 مؤسسة حكومية مركزية ومحلية. وفي العام الماضي، وفرنا تدريباً لأكثر من 500 من مقدمي الخدمات والمحامين والقادة الدينيين على كيفية دعم الناجين من العنف. كذلك دعمنا أول مبادرة مصرية وطنية لتمكين الفتيات والتي تتصدى لظاهرة عدم المساواة بين الجنسين كسببٍ جذري للعنف وغيره من الممارسات الضارة. وأبرمنا شراكة لتدريب الفتيات في مجال محو الأمية الرقمية. ونتعاون مع القطاع الخاص لتعزيز المساواة في أماكن العمل، وكان من ثمار ذلك حصول سبع شركات لأول مرة على الختم المصري للمساواة بين الجنسين، احتفاءًا بالتزامهم المستمر بتحسين سياسات المساواة ومراعاة حقوق المرأة.